قبل أن تصبح مدرّب رياضي.. عليك أن تعرف هذا

 
 

كثيراً ما كان يتواصل معي عبر الصفحة فتيات أو شباب يسألون أنهم مهتمين في أن يصبحوا مدربين لكن لا يعرفوا بماذا يبدأوا من أي كورس -دورة- أو شهادة، أو أنهم دارسين لتخصص التربية الرياضية في الجامعة لكن لا يعرفوا من أين يبدأون في المجال في سوق العمل

من الجدير بالذكر أن سؤالهم لي شخصيا يأتي من رؤيتهم لإنخراطي في المجال الرياضي في المملكة العربية السعودية ووجودي على صفحات التواصل الاجتماعي وليس لأني الأفضل في المجال. فكل ما سأذكره هنا هو من رؤيتي وتجربتي الشخصية، وهي قد تكون قاصرة من بعض النواحي أو غير شاملة لجميع النقاط المهمة في الموضوع المطروح. أو أنها قد تنطبق في مدن معينة ولا تنطبق في غيرها

لكن بجميع الأحوال التالي هو تماما ما كنت سأقوله لأي واحدة من صديقاتي لو سألتني عن كيف تصبح مدرّبة ومن أين تبدأ

أولا: تحديد التوجّه

تختلف النصيحة ب أين يبدأ الشخص بناءاً على ميوله، فبعض الأشخاص تميل لتدريب الأطفال في المدارس والحصول على وظيفة معلم تربية بدنية في ضمن نظام مدرسي.. والبعض يميل للأندية الرياضية.. والبعض يميل للتدريب الشخصي واحد لواحد.. ف كل أحد لديه شخصية قد تنجح في شيء ولا تنجح في آخر.. وقد يكون سوق العمل فيه طلب عالٍ على شيء دون الآخر

لذلك يفضّل أن يفكّر الشخص في ميوله الرياضي بشكل جيد.. ومن الممكن أن يتواصل مع أحد يعمل في المجال المحدد الذي يميل إليه ليتعرّف على سلبياته وإيجابياته قبل الخوض فيه، واضاعة المال والوقت على شيء قد لا يكون مثمر مهنيا او مادّيا على المدى البعيد

مثلا: لو كان ميول الشخص التعليم في المدارس ف غالبا س يحتاج لشهادة جامعية في التربية البدنية.. حتى يعرف المدرب كيفية إدارة الأطفال والمجموعات وتشكيل الفرق، وأساسيات مختلف الرياضات مثل كرة السلة والقدم أو السباحة.. وهذا غالبا يتم توفيره بشكل متكامل في تخصص التربية البدنية في الجامعات

أما لو كان التوجّه كلاسات -حصص- جماعية في الأندية الرياضية، ف غالبا تحتاج كورسات متخصصة في مجال الكلاس المراد إعطاءه.. وليس بالضرورة لمن يعطي كلاسات جماعية -خصوصا تلك التي على الموسيقى مثل كلاسات ليزميلز على سبيل المثال لا الحصر- ليس بالضرورة أن يكون متخصص في التربية الرياضية أو عنده علم فسيولوجي ورياضي عالي.. ف غالبا ما تكون مثل هذه الكورسات قصيرة المدة وتعتمد على إجادة الحركات وامتلاك شخصية تتناسب مع طبيعة الكلاس، ف مدربة الرقص الشرقي بمشتقّاته تختلف تماما عن مدربة حصص الفنون القتالية الجماعية

أما في حالة التدريب الشخصي، فهذا أكثر فرع يحتاج الى كورسات أو دراسة جامعية تغطّي الجانب العلمي من التدريب، كالفسيولوجيا وتشريح الجسم وميكانيكا الحركة وأسس تصميم البرامج الرياضية والتعامل مع بعض أنواع الإصابات أو التدريب ما بعد التأهيل الرياضي

من الجدير بالذكر أنه: أرى أن كل مدرب شخصي من الممكن أن يكون مدرب حصص جماعية، لكن العكس ليس دائما صحيح. فالمدرّب الشخصي المعتمد مسلّح بأساسيات التدريب والعضلات المستهدفة وتصميم البرامج، أما مدرب الحصص الجماعية التي تكون على الموسيقى - مثل ليزميلز - ف غالبا لا

لأن كورسات الحصص الجماعية لا تحتوي على مادة علمية كما هو حال كورسات التدريب الشخصي ولا تتطلّب مثل هكذا خلفية علمية للنجاح فيها والحصول على شهادتها. لذلك المدرّب الحاصل فقط على شهادات حصص جماعية قد لا يكون مؤهّل أو مناسب للتدريب الشخصي واحد لواحد

ثانيا: اختيار الكورسات أو الدورات المناسبة

لنفرض الآن أن ميولك واضح بنسبة تزيد على 85%.. ولأنّ معظم جهات التوظيف في المدن الكبيرة تتطلّب امتلاك شهادات معتمدة وذات سمعة قوية لتوظيف المدرّب الرياضي ضمن مسمّاه الوظيفي المقدّم له، فلا بد من السعي للحصول على شهادة معتمدة في التخصص

ففي حال كنت ترغب في العمل في المدارس ف يفضّل الدخول في مجال التربية الرياضية -إذا كنت بعمر اختيار التخصص الجامعي-

وفي حال كنت ترغب في الحصص الجماعية في الأندية الرياضي فأنت بحاجة لأخذ كورسات متخصصة في المجال الذي ترغب/ي فيه. سواء كان بيلاتس، أو رقص أو فنون قتالية أو دراجات ثابتة. وفي كثير من الأحيان يكون المدرّب الواحد حاصل على أكثر من شهادة لتخصصات مختلفة معا لتنويع مصادر الدخل وفرص العمل في الأندية أو لتدريب المجموعات الصغيرة كعمل حرّ

أما في حال رغبت في التدريب الشخصي سواء العمل الحرّ أم في الأندية الرياضية فأنت بحاجة شهادة مدرب شخصي معتمد من جهة معروفة وسمعتها راسخة في المجال لتفتح لك باب لفرص التوظيف، وتؤهلك بشكل ممتاز للتدريب الشخصي حتى لمجال الشغل الحرّ

أي كورس أو دورة تختار؟

يوجد العديد من الشركات والمؤسسات المعروفة في الدورات الرياضية، ولكني لم اجرّب كل المؤسسات حتى اكون قادرة على المقارنة بينها. لذلك عليك أنت -إن كنت جادّاً- مهمّة البحث والقراءة عن الخيارات المتاحة لك واختيار الأنسب لك منها. فهناك مجموعة عوامل تؤثر على اختيارك النهائي مثل: سعر الكورس، مدّته، وجود اختبار نهائي له أم لا، هل هو حضوري أم أونلاين فقط، اللغات المتوفرة لمادّة الكورس، أو قوّة لغتك الانجليزية، المؤسسات الأكثر طلبا في دولتك أو مدينتك أنت، وقوّة اعتمادية المؤسسة التي تعطي الكورس، وهل المؤسسة الموفّرة لهذا الكورس لها أي ميول مع المثلية أو تدعم الاحتلال الاسرائيلي أو تدافع عنه بأي شكل من الأشكال مثلا

لكن بشكل عام أنصحك بأن تسأل عن المؤسسات الأكثر طلبا لدى جهات التوظيف في المدينة التي تريد العمل بها، وأن تعمل على تحسين لغتك الانجليزية إذا كانت هي عائق عندك في اختيار الكورس، وأن تستثمر في الكورس الممتاز ولو كان سعره أعلى لأنه سيخدمك على المدى البعيد، وأن تفضّل الكورسات التي فيها اختبار نجاح أو رسوب على الكورسات التي شهاداتها حضورية فقط لأنها أقوى عادةً

الكورس الذي تحبّه أم الكورس المطلوب في سوق العمل؟

أتفهّم أن غالب من يدخل مجال التدريب الرياضي يكون عنده شغف وحب لهذا المجال، وغالبا ما يسعى الشخص لاختيار الكورسات التي يحبّها حتى يكون مبدع فيها، ولكن؛ ليس بالضرورة أن يكون ما تحبّة هو المطلوب في سوق العمل، فيفضّل أن تحاول التوفيق بين ما تحبّ وبين ما هو مطلوب في سوق العمل حتى يرجع لك بعائد مادّي مع الوقت

ثالثا: البحث عن فرص العمل

قد يكون إيجاد فرصة العمل المناسبة كمدرّب/ة مبتدئ أمر مجهد ومقلق في بداية الطريق، لكن لا بدّ أن تبدأ من مكان ما.. ابدأ من تدريب نفسك، تدريب أحد ممن حولك من أصدقاء أو اقارب حتى تتمرّس على ما تعلّمته في الكورسات التي أخذتها. تزامناً مع بحثك عن فرص العمل المناسبة.. من الجيد أن تبدأ بالأندية أو المدارس ذات العدد الصغير حتى تكون تجربتك أسهل وأكثر سلاسة.. لأنك ستقوم بارتكاب الأخطاء بالبداية بكل تأكيد.. ف ارتكابها على نطاق صغير أفضل من ارتكابها في مكان كبير وأمام عدد أضخم من المتدربين.

لا تنتظر الفرص أن تأتي لك، عليك أن تخرج وتبحث عنه

عدا عن البحث المضني والمستمر للفرص من حولك عليك أن تفكّر خارج الصندوق، وأن تنخرط في كل مكان أو حدث أو مؤتمر أو أي شيء من الممكن أن يوسّع لك دائرة معارفك وبالتالي فرص العمل أو فرص الحصول على عملاء جدد

مقارنة بين العمل الحرّ والعمل ضمن مؤسسة

إذا كان هدفك العمل الحرّ وعدم الإنتماء والإلتزام مع أي مؤسسة في دوام رسمي فعليك أن تعي تماماً مميزات ونقاط ضعف هذا الخيار قبل الإقدام عليه -في حال كنت قادر على الإقدام عليه-، لأنه قد لا يكون متاحا أصلا في بداية حياتك المهنية نظراً لعدم وجود شريحة كافية من العملاء في البداية

يتميّز العمل الحرّ انّه مرن فأنت غير ملزم بساعات عمل محددة مقارنة مع العمل في مؤسسة، وقد يكون فيه فرصة مادّية أفضل من الوظيفة الثابتة. لكن في المقابل معدّل الدخل الشهري لن يكون ثابت لأنه كثير التغيّرات، وعليك أن تسعى لطرق إيجاد عملاء جدد وتتحلّى بالمرونة العالية في التنقّل وتغيير المواعيد. عدا عن ميزة العمل ضمن نادي رياضي يتيح لك وصول لمكان وأدوات تدريب مجاناً مقارنة مع العمل الحرّ حيث عليك إيجاد مكان تتدرب فيه أنت شخصياً. وهذا يذكّرنا بضرورة التزامك أنت في التدريب وممارسة الرياضة قبل تطبيقها على عملاءك

رابعاً: التواجد على صفحات التواصل الاجتماعي

في يومنا هذا أصبح التواجد على صفحات التواصل الاجتماعي مهم لكل شخص، سواء طبيب او مدرّب رياضي أو مسوّق أو صاحب عمل متجر وغيره.. لذا لا بدّ من أن تبذل بعض الجهد للتواجد أمام الناس ولو بشكل مختصر.. لأنّ الناس بطبعها تثق أكثر بمن ترى بشكل متكرر، وأصبحت صفحات التواصل الاجتماعي مهمّة بأهميّة السيرة الذاتية وتعزز فرص حصولك على فرص العمل أو العملاء الجد

خامساً: استمراريّة التعلّم

مجال التدريب واللياقة عالم متجدّد باستمرار.. ولا بد لأي شخص يرغب بالنجاح فيه أن يحرص على استمرارية التعلّم واكتساب المزيد من المعرفة والتدريب فيه لتجنّب الركود المعرفي والخبرة، من خلال المزيد من الدورات أو التخصص في مجال معيّن لاكتساب خبرة لا يمكن الاستغناء عنها فيه

Shatha_alkhudari أتمنّى أن يكون المقال قدّم فائدة لقارئه، وبإمكانك التواصل معي عبر الموقع أو عبر صفحة الانستغرام

Previous
Previous

دايت يوم في رمضان 1400 سعر حراري

Next
Next

كل ما تحتاج معرفته عن الكرياتين